المدونة
التوحد: كيف يتم اكتشافه مبكرًا وما الفرق بينه وبين تأخر النطق؟
يمكن أن تظهر علامات التوحد مبكرًا، حتى من عمر السنة، مما يتيح إمكانية اكتشافه مبكرًا وبدء التدخلات العلاجية المناسبة. ومع ذلك، فإن التمييز بين التوحد وتأخر النطق يمثل تحديًا للعديد من الأهالي، خاصةً وأن كلاهما يؤثر على مهارات التواصل لدى الطفل.
علامات التوحد في عمر السنة
تشخيص التوحد لا يتطلب انتظار الطفل ليبلغ عمر سنتين أو أكثر. يمكن ملاحظة علامات مبكرة لدى الأطفال في عمر السنة تشمل:
1. في التواصل الاجتماعي:
• عدم النظر إلى الوجوه بانتظام أو قلة التفاعل البصري.
• عدم الاستجابة لاسمه عند مناداته.
• قلة الاهتمام بالتفاعل الاجتماعي، مثل اللعب الجماعي أو المشاركة.
2. في السلوكيات النمطية:
• حركات متكررة مثل التأرجح أو رفرفة اليدين.
• التركيز على أشياء معينة لفترات طويلة.
• الانزعاج من تغييرات بسيطة في الروتين.
3. في اللغة والتواصل:
• عدم استخدام الإشارات مثل الإشارة بالأصبع أو التلويح للوداع.
• قلة أو غياب المناغاة مقارنةً بالأطفال الآخرين.
الفرق بين التوحد وتأخر النطق
1. التواصل الاجتماعي:
• التوحد: الطفل المصاب بالتوحد غالبًا ما يظهر نقصًا عامًا في الاهتمام بالتفاعل مع الآخرين، حتى في غياب مهارات النطق.
• تأخر النطق: الطفل الذي يعاني فقط من تأخر في النطق يحاول غالبًا التفاعل بطرق أخرى، مثل الإشارة أو استخدام تعابير الوجه.
2. استخدام الإشارات البديلة:
• التوحد: قد لا يستخدم الطفل الإشارات البديلة للتواصل، مثل الإشارة أو التعبير بالوجه.
• تأخر النطق: الطفل يستخدم الإشارات مثل الإشارة إلى الأشياء التي يريدها.
3. الاستجابة للأصوات:
• التوحد: قد لا يظهر الطفل استجابة لاسمه أو للأصوات المحيطة.
• تأخر النطق: الطفل يستجيب للأصوات وينتبه لما حوله، لكنه قد يواجه صعوبة في التعبير عنها لفظيًا.
4. السلوكيات النمطية:
• التوحد: تظهر سلوكيات متكررة وغير مألوفة مثل رفرفة اليدين أو الدوران حول نفسه.
• تأخر النطق: هذه السلوكيات غير موجودة عادة.
كيف يتم تشخيص التوحد مبكرًا؟
1. مراقبة العلامات المبكرة في عمر السنة:
على الأهل مراقبة تفاعل الطفل، مثل:
• هل ينظر إليهم عندما يتحدثون؟
• هل يحاول لفت انتباههم؟
• هل يظهر اهتمامًا باللعب أو التفاعل مع الآخرين؟
2. الفحص الأولي عند طبيب الأطفال:
يجب زيارة طبيب الأطفال إذا لاحظ الأهل علامات مقلقة. يستخدم الأطباء أدوات فحص مبكرة، مثل:
• M-CHAT-R/F: أداة فحص للأطفال من عمر 16 شهرًا لتحديد خطر الإصابة بالتوحد.
3. التقييم المتخصص:
إذا أظهرت الفحوصات الأولية احتمالية التوحد، يتم تحويل الطفل إلى فريق متعدد التخصصات لتقييم شامل يشمل:
• تقييم اللغة.
• فحص السلوكيات الاجتماعية.
• اختبارات السمع للتأكد من عدم وجود مشاكل سمعية.
أهمية التشخيص المبكر
• التمييز بين التوحد وتأخر النطق: التشخيص المبكر يساعد على التحديد الدقيق للمشكلة.
• بدء التدخلات العلاجية: برامج مثل العلاج السلوكي أو التخاطب تكون أكثر فعالية كلما بدأت في وقت مبكر.
• تقليل التأثير طويل الأمد: التدخل المبكر يساعد على تحسين مهارات الطفل الاجتماعية واللغوية.
الخاتمة
التوحد يمكن اكتشافه من عمر السنة من خلال مراقبة التفاعل الاجتماعي، التواصل، والسلوكيات. بينما تأخر النطق يتعلق غالبًا باللغة فقط مع وجود تفاعل اجتماعي طبيعي، التوحد يشمل صعوبات في جميع جوانب التفاعل والتواصل. زيارة طبيب الأطفال وإجراء التقييمات المناسبة هي المفتاح لفهم حالة الطفل واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين حياته.